نزار قباني
نزار بن توفيق قباني (1923 – 1998) Iهو أحد أساطرة الشعر العربي الحديث، ملقب بعاشق دمشق. ولد في 21 آذار 1923 لأسرة دمشقية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي ووالده توفيق من أبرز رجالات الكتلة الوطنية التي حاربت فرنسا خلال السنوات 1920-1946. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلاً بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966 بعد وصول حزب البعث الى الحكم بفترة قصيرة؛ أصدر أولى دواوينه عام 1943 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيزًا خاصًا في أشعاره لعل أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام ومنعه من دخول مصر من قبل اجهزة المخابرات التابعة للرئيس جمال عبد الناصر.
على الصعيد الشخصي، عرف القبّاني مآسي عديدة في حياته، منها انتحار شقيقته لما كان طفلاً ومقتل زوجته بلقيس خلال تفجير انتحاري فيبيروت، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الدمشقي توفيق قباني." وقد عاش السنوات الأخيرة من حياته في لندن يكتب الشعر السياسي ومن قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟" و"أم كلثوم على قائمة التطبيع"، وقد وافته المنية يوم 30 نيسان 1998 وشيع بموطب مهيب في دمشق.
أحب نزار الرئيس جمال عبد الناصر واصفاً الزعيم المصري بالهرم الرابع يوم وفاته عام 1970. مع ذلك منعت قصائده في عدة دول عربية أبرزها ليبيا والعراق وسوريا ومصر لمهاجمته الرئيس أنور السادات بقصيدة "يوميات بهية المصرية."